نسمع في بعض الأحيان..
ما يؤلم.. ويحزن.. ويمرض..
ونشاهد في أحيان أخرى..
ما لا نستطيع عليه صبراً..
أو نتمكن من تحمل رؤيته..
فضلاً عن أن نتقبله.. أو نشارك فيه..
وقد نُحس.. بما يزعجنا..
ويشعل دواعي الغيرة في دواخلنا..
ويستفز مشاعرنا..
ويدفعنا إلى (الثورة)..
وإلى التصرف بعنف..
وبشكل غير إنساني..
ثأراً لمشاعرنا.. لكرامتنا.. لأحاسيسنا..
وقد ينقل إلينا.. ما يفطر قلوبنا..
ويوتر أعصابنا..
ويفقدنا القدرة على التفكير الهادئ..
أو التحليل المنطقي..
أو التوصل إلى الحكم الصحيح على الأشياء..
فلا نملك إلا أن ندافع عن..
مشاعرنا.. وكرامتنا.. وحقوقنا..
* فإذا تضرر بذلك من تضرر..
وتأثر به من تأثر..
وعانى منه من عانى..
فإن مسؤولية كل ذلك.. تقع على عاتق من تسبب في هذا (الحريق) المشتعل في الداخل..
وعليه أن يدفع وحده..
ثمن حماقاته..
ثمن خطيئاته..
لكن السؤال هو:
وما ذنب المتضررين من تلك التصرفات.. والحماقات.. والأخطاء؟
وأيضاً..
ما ذنب ما يقترفه..
بحق سواهم من الأخطاء.. والجرائم.. والبشاعات؟
ثم.. ما ذنب من تطالهم نار الحقد..
وأزير الغيرة..
وصوت الغضب والثورة؟
وما هو ذنب القيم والأخلاقيات..
حين تطاها أقدام (الشر)..
وتدوسها (حقارات) السفهاء..
وتؤدي إليها.. خزاياهم..؟!
الذنب هنا..
هو ذنب السكوت على المجرم..
* والتغاضي عن المفسد..
والتجاوز عن المسيء..
* والقبول بصفاقات (الموتورين)..
وبسمومهم القاتلة..
وأفخاخهم المنتشرة من حولنا..
إذاً نحن لم نوقف هؤلاء..
عند حدهم..
ولم نقطع ألسنتهم القذرة..
ونواياهم (السوائد)..
ومؤامراتهم (الشريرة)..
فإننا نمكن لهم من عقولنا..
ونسمح لهم.. باغتيال مشاعرنا..
* والتعدي على أبسط حقوقنا..
والتحول إلى (فضاء) مفتوح..
يستبيحونه وقت يشاؤون(!)..